اختبار نيات من 1 الى 15 آب وصولا الى تطبيق اتفاق وقف النار...هل يُقنِع بري الحزب؟
حبر كثير سال في مجال الحديث عن مضمون زيارة الموفد الاميركي توماس برّاك الى بيروت والرد اللبناني على الورقة الاميركية الذي تسلمه من رئيس الجمهورية جوزاف عون وما استتبعه من مواقف لا سيما من برّاك نفسه الذي تحدث عن ضرورة أنّ تحتكر الدولة وحدها السلاح وانه يجب على الحكومة وحزب الله أن يلتزما بالكامل ويتخذا خطوات عملية الآن. البعض هلل واحتفل منطلقاً من ايجابيات تم تعميمها عن اجواء اجتماعاته بالرؤساء عون ونواف سلام ونبيه بري في شكل خاص باعتباره "حامل قلم" حزب الله، فيما لم يشارك آخرون المناخ المتفائل وذهب الى اعلان تشاؤمه مستندا الى مواقف اطلقها حزب الله نفسه ترفض تسليم السلاح وتبتكر كل يوم ذرائع جديدة للإبقاء عليه، وصولا الى اعتباره حامياً للبنان إن ارادت اسرائيل ان تنفذ السيناريو الذي طبقته في سوريا من اجتياح للأرض.
الواضح والاكيد من موقف برّاك في اعقاب مغادرته بيروت انه غير راضٍ عن مضمون رد لبنان والا لما غرّد حول ضرورة احتكار الدولة السلاح واتخاذ خطوات عملية الآن. فماذا تضمن الرد اللبناني؟
تقول اوساط سياسية مطلعة لـ"المركزية" أنّ في متن الورقة اشارة الى مهلة اختبار نيات تمتد من 1 الى 15 آب المقبل تتوقف في خلالها اسرائيل عن عملياتها العسكرية التي تنفذها يوميا في لبنان مستهدفة عناصر من حزب الله في مختلف مناطق الجنوب، في المقابل ولإثبات حسن النية يجتمع مجلس الوزراء ويعلن خطة لحصر السلاح بيد الدولة. وفي حال سارت الامور على خير ما يرام والتزم الطرفان بالاتفاق يبدأ مسار الخطوة خطوة لتنفيذ بنود اتفاق وقف اطلاق النار بالكامل.
بيد ان الاقتراح هذا لا يبدو يلقى قبولاً من الحزب الذي يسعى، لقبض ثمن ما، على الاقل، في مقابل التخلي عن سلاحه. شأن ترفضه القوى المناهضة التي تؤكد مصادرها لـ"المركزية" ان حزب الله يكاد يكون آخر من يحق له المطالبة بأي شيء من الدولة اللبنانية بعدما تسبب بانهيارها على الصعد كافة، بدءا من الامن والسياسة وصولا الى الاقتصاد والمال، بفعل سياساته الرعناء وارتهانه للجمهورية الاسلامية وأوامرها ومصالحها. بفعل هذه السياسة قتلت اسرائيل الشباب وهجرت من بقي منهم وهدمت المنازل على رؤوس الجنوبيين واهالي الضاحية الجنوبية ودمّرت السياحة والاقتصاد، لا لشيء الا لمساندة غزة القابعة حتى اللحظة تحت الجوع والحصار، وهو عوض الاعتذار من اللبنانيين عما اقترفت يديه وقراراته، يطالب بقبض ثمن.
على اي حال، تفيد الاوساط السياسية ان الرئيس نبيه بري وبتكليف من الرئيسين عون وسلام يحاول تدوير الزوايا وحبك مخرج يقنع الحزب بالالتزام بورقة لبنان. لكنه حتى الساعة لم يوفق، ما دام قادة ونواب الحزب لا يفوتون مناسبة الا ويركزون على التمسك بالسلاح ويصعدون مواقفهم ويعلنون انهم غير معنيين بورقة لبنان وما تتضمن في مجال التفاوض مع واشنطن.
نجوى أبي حيدر - المركزية
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|